في وقت شهدت العاصمة العراقية حشودًا أمنيّة مكثفة استعدادًا لتظاهرات واسعة، في الذكرى السنوية لاحتلال العراق على أيدي تحالف غربي، قادته الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقول مصادر إعلامية: إنّ ساحة التحرير ببغداد والتي اعتاد المتظاهرون التجمع فيها أسبوعيًا أُحيطت بمدرعات عسكرية لتحمي الآلاف من المتظاهرين الذين قدِموا من مختلف المحافظات للمشاركة في التظاهرة المركزية في بغداد.
وتضيف أنّ تظاهرات اليوم تحمل شعارًا أساسيًا يُطالب بتنفيذ الاتفاقية الأمنيّة بين العراق والولايات المتحدة، والتي تقضي بانسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق بحلول نهاية العام الجاري.
ونقل الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر في كلمة عنه أمام حشد كبير في ساحة المستنصرية شرق بغداد: إذا نقض المحتل الاتفاق مع الحكومة العراقية بخروجه في الموعد المحدد، فإنّ هذا يعني تصعيد عمل المقاومة والرجوع عن تجميد جيش المهدي.
ودعا أيضًا إلى تصعيد المقاومة السلمية، وذلك بالاعتصامات والخروج بتظاهرات تهتف "الشعب يريد إخراج الاحتلال" و"لنكن يدًا واحدة"... لنثبت للجميع أنّنا بلد ملتحم ونصرخ "نريد إسقاط الغزاة".
وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قد صرّح الخميس بأنّ قوات الاحتلال الأمريكية قد تبقى في العراق بعد 31 من ديسمبر، وهو الموعد المتفق عليه إذا تطلب الأمر، وأضاف جيتس خلال زيارة قام بها إلى العراق إنّ التمديد خيار مطروح على الطاولة.
وكان الزعيم الشيعي قرّر تجميد أنشطة جيش المهدي جناحه المسلح على إثر مواجهات جرت في كربلاء في أغسطس 2007، إذ اتهمت الحكومة العراقيّة حينها عناصر جيش المهدي بالدخول في اشتباكات مع عناصر الشرطة، خلال مراسم شيعية في مدينة كربلاء ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 50 شخصًا.
ويعود تأسيس جيش المهدي كميلشيا مسلحة إلى عام 2003 وبعد احتلال العراق بوقت قصير.
ويمثل إحدى أكبر الجهات المعارضة للاحتلال العسكري الأمريكي والأجنبي في العراق، وكان له دور رئيسي في عصيانين ضد قوات الاحتلال في شهري أبريل وأغسطس من عام 2004.