على ما يبدوا اننا فى زمان، الانضمام فيه لراية الحلف الصهيونى الأمريكى، وإعلان التابعية الكاملة له، والتأكيد على أنهم وكلائه فى بلاد العرب والمسلمين، لم يعد كافيًا، لمواجهة الأطماع الغربية، التى تُغرق بلادنا فى المشاكل واحدة تلو الآخرى، وبمزاعم كثيرة معظمها كاذبة، الهدف منها استنزاف ثرواتنا، مستغلين مخاوف الرؤساء والملوك العرب على كرسى الحكم، ليحصلوا على ما يريدو.
ولعل أخر تلك السيناريوهات، هو ما ذكرته وكالة "آكى" الإيطالية للأنباء، والتى أكدت أن الحكومة الفيدرالية البلجيكية، سوف ترسل وفدًا إلى السعودية لمطالبتهم بالكشف عن تورطها فى عملية بروكسل الدموية.
وحسب الوكالة، فإنه من المنتظر أن ترسل الحكومة البلجيكية وفدا إلى الرياض بعد الإجازة الصيفية، سيكون محملا بنتائج عمل لجنة التحقيقات البرلمانية المكلفة كشف النقاب عن ملابسات هجمات بروكسل في 22 مارس 2016، التي راح ضحيتها مئات من القتلى والجرحى من جنسيات مختلفة.
وكانت اللجنة قد ذكرت السعودية في أكثر من موقع خلال عملها على مدى الأشهر الماضية، كما أنها استمعت لشهادات كبار المسؤولين في المركز الإسلامي، الذي تموله المملكة في العاصمة بروكسل.
ومن أهم من تم الاستماع إليهم في شهر مارس الماضي، مدير المركز الإسلامي في ذلك الحين جمال صلاح مؤمنة، الذي ترك منصبه وغادر البلاد بعد ذلك.
وكان عضو لجنة التحقيق البرلماني دنيس دوكارم، قد اتهم، في ذلك الحين مؤمنة بعدم قول الحقيقة والتستر على تمويلات "مشبوهة".
وضمن هذا الإطار، أشار وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، إلى أن الوفد سيقدم للسعوديين الأدلة المتوفرة لديه ويطالبها بتفسيرات، حيث "نريد أن نرى كيف يمكن العمل معا من أجل محاربة ظاهرة تمويل الإرهاب ونشر الفكر المتطرف"، حسب كلامه.
وجاء حديث ريندرز، في تصريحات لوسائل إعلام محلية بعد لقائه بنظيره السعودي عادل الجبير، الخميس في بروكسل، الذي أكد أن المملكة لن تتسامح مع الإرهاب والفكر المتطرف ومن ينشره.
وكان الجدل قد احتدم قبل أشهر في الأوساط السياسية البلجيكية، بشأن مستقبل العلاقات مع الرياض، على خلفية مسائل تتعلق بتمويل الإرهاب وتسويق الأفكار المتطرفة.