ياليالى:
كان شعبٌ كاملٌ ينسابُ فى الميدان،
كانت أغنياتٌ فى الحناجر تملأُ الدنيا
" وعاشَ الشّعبُ عاشَ "
وياليالى
كان يهطلُ باتجاه رؤوسهم مطرُ الرّصاص
وكانت الحريةُ البيضاءُ مثلَ قلوبهم وهتافهم
تختارُ ما تختارُ من شعبٍ بكامله
وتطلبُ مَهْرَها الغالى،
ياليالى
خانَنا الجنرالُ فى يوليو وهاجرت الأغانى،
مرَّ قُرْبَ خِيامِنا قمرُ الجنوب ولم يُبالِ،
وياليالى
لو مَرَرْتِ على ميادين الأحبَّةِ
لو مررتِ على منازلهم ، على أحزانهم ، وقبورِ موتاهم
فنوحى ياليالى
قَدْرَ ما يبكى الجنوبُ هنا ويصرخُ،
قدْرَ ما سهرتْ على الشُّرُفاتِ زوجاتٌ وضاعَ شبابُهنَّ،
وقدر ما سألَ الصغارُ عن الذين مضوْا وراحوا،
قدر ما ذَبُلَتْ ورودٌ فى بساتين الخُدودِ،
وقدر ما ذابتْ مواعيدٌ على الطرقات قبلَ بلوغها،
وبقدر ما خَلِيَتْ وسائدُنا من الأحلام وامتلأت دما.
غَنى ونوحى ياليالى.